عندما تعرّف الملك الهندي ( القرن السادس) على اللعبة اندهش لذكائها وعندما علم أن مخترعها
من رعاياه أمر بإحضاره إليه لكي يكافئه شخصياً على فكرته الموفقة، حضر المخترع واسمه( سيتا )
فعندما خيّره الملك بنوع المكافئة التي يرغب بالحصول عليها قال (سيتا): أريد أن تُعطي لي
من أجل أول مربع من رقعة الشطرنج حبّة قمح واحدة وعن المربع الثاني حبّتان وعن الثالث أربع
حبّات وعن الرابع ثمان وعن الخامس (16) وعن السادس(32) حبّة وهكذا
عن كل مربّع ضعف ما أخذته عن الربع الذي سبقه وهكذا عن كل (64) مربعاً في رقعة الشطرنج
تضايق الملك وقال ستأخذ الحبّات تماماً كما طلبت ولكن اعلم أن رغبتك هذه غير جديرة بكرَمي!
ولكن عند المساء تذكر الملك المخترع ... وسأل الملك عن مخترع الشطرنج في المساء
فيما إذا كان قد أخذ مكافئته أم لا فكانت المفاجأة أن رياضيّو القصر مازالوا يقومون بحساب
عدد الحبوب اللازمة وفي صباح اليوم التالي قيل أن كبير علماء الرياضيات يرجوه لسماع شيء
هام ، فقال للملك : لقد حسبنا كل عدد الحبوب التي يريد أن يحصل عليها ( سيتا )
وأن هذا العدد لضخم جدّاً وليس في سلطتك أيها الملك إذ لا يوجد في كل خزائنك أو حتّى
في خزائن العالم العدد المطلوب من الحبوب ، فقال الملك اذكر لي العدد العجيب ، فقال
( 18)كوينتليون و(446)كوادرليون و(744)تريليون و(703)مليار و(9)مليون
و( 51)ألف و(615) حبّة يا مولاي !
والعدد مكتوب هو {{ 18446744073709551615}} حبّة قمح !!!!
فقد تبين أن سيتا قد طلب من الحبوب كمية تكفي لتغطية الكرة الأرضية بارتفاع (11) مليمترا.
يبدو الشطرنج دائماً لعبة صعبة جدّاً ، لكل قطعة من قطعه المختلفة حركتها الخاصه بها وكل نقل
تخطّط طريقاً طويل المدى، لكن ولأنّ الشطرنج لعبة منطقيّة فتعلّمه ليس عسيراًومنذ الآن يمكنك أن
تلعب الشطرنج .
ليس الشطرنج شيئاً حديث العهد ، لقد فتن الشعوب منذ مئات السنين ومارسه أُناس كثيرون فأين
بأت هذه اللعبة ومتى؟
إنّ الشطرنج اختُرع في الهند في القرن السادس الميلادي وانتقل منها إلى أوروبا الشرقية ووصل
إلى أوروبا الغربية في القرن الحادي عشر ، والتعديلات التي قدّمت لنا اللعبة بشكلها الحالي أُجريت في القرن الخامس عشر
الشطرنج
{معركة بلا سلاح}
الشطرنج : أشبه بمعركة بين أسرتين ملكيتين تحاول كل منهما القضاء على مَلك الاخرى
وهى تجري بين لاعبين اثنين على رقعة من أربعة وستين مربّعاً أبيض وأسود بالتتالي وتوضع الرقعة بين اللاعبين
بحيث يكون مربع الزاوية الأبيض على يمين كل منهما ، على الرقعه قطع الشطرنج يلعب أحد اللاعبين بالقطع البيضاء
والاخر بالسوداء ، وتجري نقلات الطرفين بالتناوب ولا يحقّ لأي لاعب إهمال القيام بنقلته.
مع مراعات مبدأ اللمس فإذا لمس اللاعب قطعة ما وجب عليه نقلها وتعتبر النقلة منتهية بعدما يترك اللاعب القطعة
فوق المربع ويرفع يده عنها ولا يحق له تغيير رأيه بشأنها أبداً.
تعتبر لعبة الشطرنج من أقدم الألعاب التي استخدم الإنسان فيها مهاراته الذهنية والعقلية، إلا أن أحدا لم يستطع أن يؤكد في أي البلاد نشأت أصول هذه اللعبة، فأصلها مفقود في ظلمات القرون الماضية.
وقد كانت تسمى في بلاد الفارس (شش رنغ) أي ست ألوان والكلام بالكردية أيضا وترجح كفة أن هذه اللعبة مصدرها هناك أكثر من أي مكان آخر في العالم ,والمعروف أن الشطرنج مؤلف من 6 ألوان: بيادق والملك والوزير وقلعتان وفيلان وحصانان.
من طرائف لعبة الشطرنج
1- من طرائف لعبة الشطرنج، ما ورد عن علي بن قيروان التركي الشطرنجي الأعمى، الذي اشتهر في القاهرة بمهارته في لعبة الشطرنج رغم كونه أعمى، فقد ذكر الصفدي أنه رآه سنة (728هـ) وهو يلعب مع جماعات ويغلبهم، ومن براعته أنه كان يحدث أهل المجلس ويشاركهم فيما يخوضون فيه ولا يغيب عنه شيء مما هم فيه.
2- من طريف ما يذكر أيام الأندلس، أن ملك ليون وقشتالة(الفونسوالسادس) تقدم لحرب المسلمين من شمال أفريقيا، فحصلت مفاوضات بينه وبين الأديب الوزير ابن عمار أبو بكر بن محمد، الذي أصبح صديقا ونديما للأمير المعتمد بن عباد حاكم إشبيلية، انتهت بأن يلعب ( الفونسو ) مع ابن عمّار لعبة الشطرنج فإذا غلب ابن عمّار انسحب ( الفونسو ) بجيشه وعاد أدراجه، وهكذا تم الأمر وغلب ابن عمار وأنقذ دولة إشبيلية.
3- في سنة ( 1454م ) تنافس أميران على الزواج من أميرة جميلة، فقرر والدها الملك أن يتقابلا في لعبة الشطرنج، وقسّم اكبر ميادين عاصمته ( ماروستيكا ) في شمال إيطاليا إلى ( 64 )، مربعا، ليلعبا بأشخاص حقيقيين في ملابس مزركشة أمام جميع سكان المدينة.
وأصبح ذلك تقليدا يقام إلى اليوم في شهر تشرين ثاني من كل عام وفي نفس المدينة حيث تقام مباراة الشطرنج بالأشخاص تعقبها إحتفالات مهرجانية.
4- ( بوبي فيشر ) الذي انتزع بطولة الشطرنج من السوفييت عام ( 1972 )، بدأ يشك في كل شيء حوله، حتى عدسات التلفاز التي تصوره وهو يلعب أو يفكر في الخطوة القادمة، وأخذ يتخيل في كل لحظة أن حجم بعض المربعات في رقعة الشطرنج أمامه ليست متناسقة أو متساوية، وحتى لا يتهم بالجنون ولا يكشف أحد ما أصابه من لوثة عقلية، أضطر إلى الإنعزال تماما عن المجتمع والحياة في وحدة مع أفكاره الغربية.
وقد راجع الطبيب الدكتور ( فيرنون كولمان ) الحياة العقلية لأشهر لاعبي الشطرنج ووصل إلى نتيجة هامة ? كما يقول ? وهي أن كثرة التفكير في الحركة القادمة واللعبات التالية وتوهم ما يمكن أن يفعله بك الخصم يؤدي بك حتما إلى الخلل العقلي، وعلى ذلك، وحسب دراسة ( كولمان ) فإن أمام لاعب الشطرنج خيارين إما الفوز والجنون، أو الهزيمة والإستسلام.
5- ( وليم شفايترز )، بطل العالم في الشطرنج، مات في مستشفى للأمراض العقلية، لقد ظل يلعب ويفوز فلم يجد أحدا يقف أمامه منافسا فظل يلاعب نفسه حتى أصيب بالجنون.
6- البطل الأمريكي ( بول مورفي ) أصابه جنون الفوز حتى ظن أن الناس يتآمرون عليه لسرقة ملابسه.
7- أطول مبارة شطرنج لُعبت في بلغراد في عام ( 1989 ) بين اليوغسلافيّين ( نيقوليتش ) و ( أرسوفتش )، وانتهت بالتعادل بعد عشرين ساعة، عمل فيها اللاعبان (269) حركة .